اختتمت جمعية سبارك للابتكار والإبداع (Spark Gaza) سلسلة ورشات تدريبية متخصصة حول إدارة المياه الذكية، وذلك بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ضمن أنشطة مشروع مختبر الابتكار الرقمي وريادة الأعمال.
واستهدفت الورشات مجموعة من المهندسين والشباب التقنيين، وركّزت على بناء قدرات عملية تمكّنهم من التعامل مع أحد أكثر التحديات إلحاحًا في غزة، وهو إدارة الموارد المائية بكفاءة في ظل شحّ المياه وتضرر البنية التحتية.
وقدّمت الورشات محتوى تطبيقيًا متقدمًا جمع بين الذكاء الاصطناعي، أنظمة التحكم، وإنترنت الأشياء، حيث تعرّف المتدربون على مفاهيم تقليل الفاقد المائي، مراقبة جودة المياه، تحليل البيانات التشغيلية، والكشف المبكر عن التسربات. كما عمل المشاركون على نماذج عملية تحاكي شبكات مياه حقيقية، باستخدام متحكمات دقيقة ولوحات تحكم رقمية، ما أتاح لهم الانتقال من الفهم النظري إلى التطبيق المباشر، وتصميم حلول قابلة للتنفيذ في السياق المحلي.
وأسهمت الورشات في رفع جاهزية المشاركين للعمل على حلول ذكية منخفضة التكلفة، تعتمد على الحساسات، تحليل البيانات، والطاقة المستدامة، وتدعم اتخاذ القرار في إدارة الشبكات المائية. وأكّد المتدربون أن التدريب عزّز فهمهم للعلاقة بين التكنولوجيا والبعد الإنساني والبيئي، وفتح أمامهم آفاقًا جديدة لتوظيف مهاراتهم في مشاريع تنموية تخدم المجتمع.
ومن جهتها، قالت هيام الحايك، المديرة التنفيذية لجمعية سبارك للابتكار والإبداع إن هذه الورشات “ليست تدريبًا تقنيًا فقط، بل استثمار في الإنسان وقدرته على الصمود والابتكار”، مؤكدة أن سبارك غزة تعمل في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، “لكننا نؤمن أن بناء المعرفة والمهارة هو الطريق الأكثر استدامة لحماية الموارد، وخلق فرص حقيقية للشباب، وتحويل التكنولوجيا إلى أداة تنموية تخدم غزة اليوم وتؤسس لمستقبل أفضل”.
ويأتي تنفيذ هذه الورشات ضمن رؤية سبارك غزة لتعزيز الابتكار التطبيقي وربط التدريب باحتياجات الواقع، بما يضمن جاهزية المشاركين للانخراط في مبادرات بيئية وتقنية أوسع خلال المرحلة المقبلة، واستكمال مسار العمل على حلول إدارة المياه الذكية فور توفّر الإمكانات الفنية واللوجستية اللازمة.

















