تعد حملة الـ 16 يومًا السنوية من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتي يتم الاحتفال بها في الفترة من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر، بمثابة دعوة عالمية للعمل من أجل إنهاء العنف ضد النساء والفتيات. ولكن أهمية الحملة هذا العام أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى حيث يشهد العالم معاناة لا مثيل لها للنساء في غزة. منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعرضت غزة لهجمات مدمرة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، مع تحمل النساء والأطفال وطأة العنف.
الحصيلة المخفية: النساء في غزة يواجهن الحرب وعواقبها
لقد دفعت الحرب المستمرة في غزة النساء إلى ظروف لا يمكن تصورها، مما أدى إلى تفاقم نقاط الضعف الموجودة بالفعل الناجمة عن سنوات من الحصار وعدم الاستقرار. بالنسبة للعديد من النساء، لا تقتصر الحرب على النجاة من التفجيرات فحسب، بل تتعلق أيضًا بتحمل خسارة المنازل والأحباء وحتى مستقبلهن.
أحلام مدفونة: نساء تحت الأنقاض
في أعقاب القصف المتواصل، لا تزال العديد من النساء محصورات تحت أنقاض المنازل المدمرة، مع إعاقة عمليات الإنقاذ بسبب الهجمات المستمرة ونقص الموارد. لقد تم القضاء على عائلات بأكملها، تاركين أحبائهم يعانون من الحزن واليأس.
حرب على الأمومة
بالنسبة للنساء في غزة، حولت الحرب الأمومة إلى كابوس. وقد أجبرت التفجيرات عدداً لا يحصى من النساء الحوامل على تحمل ظروف مروعة، مما أدى في كثير من الأحيان إلى الإجهاض في ظروف غير صحية وغير آمنة. واضطر الأطباء في المستشفيات المكتظة، التي تعاني من نقص الإمدادات وتحت الحصار، إلى اللجوء إلى عمليات استئصال الرحم الطارئة، مما يجرد النساء من قدرتهن على الإنجاب. تسلط هذه التجارب المؤلمة الضوء على الخسائر الجسدية والعاطفية الفادحة التي ألحقتها هذه الحرب بنساء غزة.
الأطفال المعرضون للخطر: الضحايا الصامتون
ولم تدمر الحرب النساء فحسب، بل عرضت حياة آلاف الأطفال للخطر. لقد أصبحت تغذية الرضع مصدر قلق بالغ، حيث أن الأمهات اللاتي يعانين من الخوف وسوء التغذية غير قادرات على الرضاعة الطبيعية. ومع عدم إمكانية الحصول على الحليب الاصطناعي بسبب نقص الإمدادات، فإن بقاء هؤلاء الأطفال على قيد الحياة معلق بخيط رفيع.
وتبرز إحدى الإحصائيات بشكل صارخ: 209 أطفال ولدوا خلال الحرب لقوا حتفهم، وتلاشت حياتهم القصيرة بسبب ظروف لم يكن لهم دور في خلقها. وفي الوقت نفسه، فقد 35055 طفلاً أحد والديهم أو كليهما، مما تركهم في حالة من الضعف التام.