غزة – وسط تدمير المدارس وتحويل بعضها إلى ملاجئ، أصبحت “مدرسة في خيمة” رمزاً للمرونة التعليمية في غزة. منذ إطلاقها في فبراير 2024، شهدت المدرسة نموًا كبيرًا في تسجيل الطلاب، حيث ارتفعت من 24 طالبًا فقط في شهرها الأول إلى أكثر من 100 طالب بحلول نوفمبر 2024.
تستهدف “مدرسة في خيمة” الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 7 سنوات، وهم الأطفال الذين حرموا من الوصول إلى التعليم بسبب تدمير المدارس أو استخدامها كملاجئ للطوارئ. توفر المدرسة بيئة تعليمية مرنة وشاملة، حيث تقدم للطلاب دروسًا تعليمية ودعمًا نفسيًا وأنشطة ترفيهية. وتهدف هذه الجهود إلى مساعدة الأطفال على استعادة الشعور بالأمن والأمل، على الرغم من ظروف الحرب القاسية.
“عندما بدأت الحرب، كانت ابنتي في الصف الأول، وكانت تحلم بالذهاب إلى المدرسة كل يوم. وفجأة، توقفت المدرسة، وامتلأ منزلنا بالخوف والأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها. وكانت تسألني كل يوم: ماما، متى سأعود إلى المدرسة؟ عندما انضمت إلى صف SPARK، شعرت ببصيص من الأمل في البداية، لكنني سرعان ما رأيت فرقًا. لقد تعلمت بعض الحروف الإنجليزية، وأصبحت أكثر ثقة في نفسها بالنسبة لي، هذه الخيمة ليست مجرد مكان للتعلم؛ إنها مساحة أمل وفرصة لحياة أفضل.”
تسلط كلمات السيدة سعاد الضوء على الدور الأساسي لـ “مدرسة في خيمة” في دعم الرفاهية العاطفية والتعليمية للأطفال. المدرسة هي أكثر من مجرد مكان للتعلم؛ فهو الملاذ النفسي الآمن الذي يعيد للأطفال الشعور بالاستقرار والحياة الطبيعية. ومن خلال الدعم النفسي والاجتماعي الذي يقدمه المعلمون، نجحت المدرسة في إعادة البسمة إلى وجوه الأطفال ومساعدتهم على التغلب على آثار الحرب النفسية.
هذه المبادرة ليست مجرد استجابة طارئة، بل هي رسالة أمل دائمة، تؤكد على أن كل طفل يستحق فرصة للتعلم – حتى تحت خيمة، وحتى وسط الحرب.