Skip to main content

تواصل جمعية سبارك للابتكار والإبداع (Spark Gaza) تنفيذ أنشطة مبادرة “نَفَس” في دير البلح، بالشراكة مع جمعية إنقاذ المستقبل الشبابي، وبدعم وتمويل من UNFPA، ضمن تدخل يركّز على دعم الصحة النفسية والاجتماعية للمراهقات في سياق الحرب والنزوح.

تنطلق مبادرة “نَفَس” من فهم عميق لحالة الضغط النفسي المتراكم الذي تعيشه المراهقات في غزة، حيث لا تقتصر التحديات على الصدمة المباشرة، بل تمتد إلى فقدان الإحساس بالأمان، وضيق المساحات، وغياب الفرص الآمنة للتعبير.

وتعتمد المبادرة على الموسيقى والدراما والحركة كأدوات نفسية-اجتماعية منخفضة الحدّة، تتيح للفتيات التعامل مع مشاعرهن دون استدعاء مباشر للتجارب المؤلمة.

الأنشطة الجارية تُنفَّذ ضمن مساحة آمنة ومراعية للصدمة، وتجمع بين تمارين صوتية وإيقاعية، أنشطة حركة وتنفس، وتطبيقات دراما تفاعلية مستوحاة من مواقف حياتية قريبة من واقع المراهقات. هذا النهج لا يهدف إلى إنتاج عروض أو مخرجات فنية، بل إلى دعم التنظيم العاطفي، وتعزيز الشعور بالانتماء، وبناء الثقة داخل المجموعة.

وفي سياق حديثها عن أهمية مثل هذه الأنشطة، أشارت المدير التنفيذي السيدة هيام الحايك إلى أن مؤسسة سبارك للإبداع والابتكار صنعت من خلال الجلسات التفاعلية لمبادرة “نَفَس” مساحة آمنة للتواصل، والتفريغ، والدعم المتبادل، مشددةً على أهمية مثل هذه المبادرات في دعم الصبايا وتمكينهم.

ومن خلال المتابعة الميدانية، يظهر تفاعل متزايد من المشاركات مع الأنشطة، وانخراط تدريجي في استخدام الصوت والحركة كوسائل تعبير، إلى جانب تطوّر ملحوظ في ديناميكيات الدعم المتبادل بين الفتيات. هذه المؤشرات تُقرأ كإشارات أولية على أهمية المساحات الآمنة القائمة على التعبير الإبداعي، خاصة في بيئات النزوح التي تفتقر إلى تدخلات نفسية مناسبة للفئة العمرية.

تأتي مبادرة “نَفَس” ضمن مقاربة أوسع تعتمدها سبارك، تقوم على دمج الدعم النفسي الاجتماعي مع أدوات إبداعية غير تدخّلية، وبالتكامل مع شركائها، بهدف خلق مساحات تحترم الخصوصية، وتراعي السياق الثقافي، وتضع احتياجات الفتيات في صميم التدخل.

ولا تزال الأنشطة مستمرة، مع التزام الجهات المنفذة بتطوير الجلسات وفق احتياجات المشاركات، وضمان مسارات إحالة آمنة عند الحاجة لدعم متخصّص.