غزة – في 28 أغسطس 2023، اختتم مشروع تكنوهارا رحلته التحويلية بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من التدريب والابتكار، والتي بدأت في 1 يونيو 2023. وتضمن الحدث الختامي معرضًا لستة مشاريع رائدة طورها المشاركون الشباب، وتجسد الإبداع وحل المشكلات وروح الابتكار التكنولوجي.
حضر المعرض ممثلون عن منظمة سبارك للابتكار والإبداع، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وبلدية غزة، وكلية لندن الجامعية (UCL). وألقى الحضور كلمات تحفيزية لإلهام الشباب والاحتفال برحلتهم في التعلم والابتكار. وشدد المتحدثون على أهمية تمكين العقول الشابة لقيادة مستقبل التكنولوجيا والابتكار، وسلطوا الضوء على كيف يمكن لمبادرات مثل تكنو هارا أن تحول المجتمعات وبناء مستقبل أكثر مرونة.
رحلة الابتكار والإبداع
قام مشروع تكنوهارا بتدريب 35 فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة من أحياء الدرج والرمال والزيتون. يهدف المشروع إلى تمكين المشاركين الشباب من خلال التعلم التفاعلي في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مع التركيز القوي على التعلم القائم على المشاريع والتصميم الذي يركز على الإنسان (HCD).
على عكس برامج التعلم التقليدية، اعتمدت تكنو هارا منهجًا عمليًا عمليًا، لتشجيع الطلاب على استكشاف تحديات العالم الحقيقي في مجتمعاتهم وتطوير الحلول القائمة على التكنولوجيا. خلال البرنامج، انتقل المشاركون من تطوير الأفكار إلى إنشاء النماذج الأولية، بدعم من المدربين والخبراء والموجهين.
النتيجة؟ ستة مشاريع رائدة تعكس إبداع وإمكانات شباب غزة. تم تقديم هذه المشاريع خلال المعرض، حيث أتيحت للطلاب فرصة عرض أفكارهم وعرض النماذج الأولية أمام جمهور من خبراء الصناعة وقادة المجتمع وأصحاب المصلحة.
المعرض الختامي: مرحلة الإبداع والإلهام
لم يكن المعرض الختامي لمبادرة تكنو هارا مجرد حدث، بل كان بمثابة منصة للطلاب لعرض ابتكاراتهم والتأمل في رحلتهم التعليمية.
وعلى مدار الحدث، قدم المشاركون الشباب أفكارهم وعرضوا نماذجهم الأولية للجمهور.
ويمثل كل مشروع حلاً ملموسًا للتحديات المجتمعية في غزة، مع التركيز على التكنولوجيا والأثر الاجتماعي.
المشاريع الستة التي قدمها الطلاب تشمل:
- حاويات النفايات الذكية: نظام يستخدم أجهزة استشعار للكشف عن امتلاء حاويات النفايات، مما يساهم في تحسين جمع النفايات وتقليل التلوث البيئي.
- الزراعة الذكية: نظام آلي لمراقبة حالة التربة وتحسين استخدام المياه، مما يعزز من الزراعة المستدامة في غزة.
- إشارات المرور الذكية: نظام تحكم ذكي في إشارات المرور يهدف إلى تقليل الازدحام المروري باستخدام أجهزة استشعار وتحليل البيانات الذكية.
- التحكم الذكي في المنازل: نظام لإدارة الأجهزة المنزلية عن بُعد، مما يعزز كفاءة استخدام الطاقة ويسهل الحياة اليومية.
- نظام الأمن الذكي: جهاز أمني منزلي يكتشف التسللات وينبه أصحاب المنازل في الوقت الفعلي، مما يوفر بيئة معيشية أكثر أمانًا.
- التحكم عن بُعد في المزارع: نظام يتيح للمزارعين مراقبة وإدارة موارد المزارع مثل الري واستخدام المياه عن بُعد عبر الأجهزة الذكية.
وأظهرت هذه المشاريع قوة الابتكار المجتمعي، حيث سعى الطلاب إلى مواجهة التحديات المحلية باستخدام الحلول التكنولوجية الحديثة.
تمكين الشباب من أجل المستقبل
لم يقتصر مشروع تكنو هارا على تعليم الطلاب كيفية البرمجة أو بناء الروبوتات فحسب، بل حولهم إلى قادة ومبتكرين وصانعي تغيير. وتم تدريب المشاركين على مهارات القرن الحادي والعشرين الأساسية، مثل حل المشكلات والقيادة والعمل الجماعي، فضلاً عن مهارات التحدث أمام الجمهور. خلال المعرض، أتيحت للطلاب الفرصة لعرض مشاريعهم أمام جمهور من أصحاب المصلحة وقادة المجتمع، مما منحهم الثقة لعرض أفكارهم في سيناريوهات العالم الحقيقي.
شاركت إحدى المشاركات، ليان أحمد، تجربتها:
“في البداية، كنت متوترًا، ولكن الآن أشعر بثقة أكبر. لقد أنشأ فريقنا مشروع الزراعة الذكية، وأنا فخور جدًا بما حققناه. كان تقديم مشروعنا في المعرض خطوة كبيرة بالنسبة لي، وأعتقد أن إنها مجرد بداية لشيء أكبر.”
تسلط كلماتها الضوء على التأثير العميق الذي أحدثته تكنو هارا على حياة المشاركين فيها. ولم يكن الأمر يتعلق بالمهارات التقنية فحسب، بل كان يتعلق أيضًا بتعزيز الثقة والقيادة والشعور بالهدف.
رسالة دعم وتشجيع
خلال المعرض، تبادل ممثلون عن GIZ وSPARK وبلدية غزة وكلية لندن الجامعية كلمات تحفيزية تهدف إلى تشجيع المشاركين الشباب. وشددوا على أهمية مبادرات مثل تكنو هارا في تنشئة جيل جديد من المبدعين والقادة.
قال أحد ممثلي GIZ:
“ما نراه هنا اليوم ليس مجرد مشاريع طلابية. بل هو دليل على أن شباب غزة قادرون على الابتكار والإبداع والتغيير. إنهم قادرون على قيادة المستقبل، ويجب علينا الاستمرار في دعمهم”.
وسلط ممثل آخر من بلدية غزة الضوء على دور الشباب في مواجهة التحديات المجتمعية قائلاً:
“هؤلاء المبتكرون الشباب لم ينشئوا هذه المشاريع لأنفسهم وحدهم. لقد فعلوا ذلك من أجل مجتمعهم. وحلولهم هي بذور التغيير، ونحن ملتزمون بدعمهم بينما يواصلون النمو.”