في ظل التدهور غير المسبوق في شبكات المياه والبنية التحتية في قطاع غزة نتيجة التدمير الواسع خلال الحرب، أطلقت مؤسسة سبارك للابتكار والإبداع، اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025، سلسلة ورشات تدريبية تطبيقية (Hands-on Training Programs) تهدف إلى تأهيل كوادر هندسية شابة قادرة على تصميم حلول مائية ذكية والتعامل مع آثار التغير المناخي.
يشارك في هذه الورشات مهندسون مدنيون وزراعيون، ومهندسون في الجيولوجيا ومصادر المياه، إضافة إلى مهندسي الميكاترونكس (Mechatronics)، بما يساهم في خلق مساحة تفاعلية بين مختلف التخصصات الهندسية ذات العلاقة بالبنية التحتية وإدارة الموارد.
يقدّم هذه السلسلة من الورشات نخبة من المختصين، من بينهم المهندس أحمد مرتجى المتخصص في حلول الذكاء الاصطناعي، والمهندسة وداد الجعبري المتخصصة في قضايا التغير المناخي وإدارة المياه، والمهندس سليمان صرصور المتخصص في الإلكترونيات والرقمنة، ويُرافقهم المهندس الاستشاري أحمد أبو عبدو بخبرته في التخطيط الهندسي والإشراف على تصميم النماذج المقترحة. وتركّز هذه الورشات على الجوانب النظرية والتطبيقية وتصميم حلول عملية قابلة للتنفيذ في سياق غزة.
ومن جهته، قال المهندس سليمان صرصور، مدرِّب مسار الميكاترونكس وأحد القائمين الرئيسيين على البرنامج، إن الورشات تهتم ببناء نموذج لشبكة بنية تحتية ذكية للمياه، تعمل على توزيع المياه بشكل عادل وفعّال على إحدى مدن قطاع غزة.
وأوضح المهندس سليمان أن المرحلة الحالية تركز على تصور نموذجي على البنى التحتية لقطاع غزة التي تعرّضت لتدمير واسع خلال الحرب، حيث يعمل المشاركون على تقديم خطة لإعادة إعمار بنيتها التحتية المائية بطريقة ذكية، تراعي العدالة في التوزيع وكفاءة استهلاك الموارد.
وبحسب المخطط، سيتم خلال الورشات تصميم الشبكة بالشكل التقليدي أولاً، ثم إضافة لمسة تكنولوجية قائمة على الميكاترونكس من خلال دمج مستشعرات لقياس ومراقبة أداء الشبكة ككل؛ بهدف الوصول إلى أعلى كفاءة تشغيلية ممكنة.
وفي نهاية حديثه ، أشار المهندس سليمان إلى أن المخرج النهائي لهذه الورشات سيكون متاحًا لجمهور المهتمين عبر نموذج محاكاة رقمية (Simulation) يوضّح كيفية عمل شبكة المياه الذكية في سيناريوهات مختلفة، بما يتيح للباحثين والطلبة والمهندسين استكشاف أثر التغيرات في البنية التحتية وظروف التغير المناخي على توزيع المياه وكفاءتها، والمساهمة في تطوير رؤى عملية لإعادة إعمار مستدامة في غزة.
